وقد أسند اللَّه قبض
الأنفس إليه سبحانه في قوله تعالى: ﴿ٱللَّهُ
يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا﴾ [الزُّمَر: 42] ، وأسنده
إلى الملائكة في قوله تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا
جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ﴾ [الأنعَام: 61] ،
وفي قوله: ﴿وَلَوۡ
تَرَىٰٓ إِذۡ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ﴾ [الأنفَال: 50] ، وأسنده إلى ملك الموت في
قوله: ﴿قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ
ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ﴾ [السَّجدَة: 11] .
ولا تعارض بين الآيات، والإضافة في هذه الآيات إلى كُلٍّ
بحِسَبِهِ، فاللَّه هو الَّذِي قَضَى بالموت وقَدَّرَهُ، فهو بقضائه وقدره وأمره،
فأضيف إليه التَّوَفِي لأَجْلِ ذَلَكِ، وملك الموت يتولى قبضها واستخراجها مِنْ
البدن، ثم تأخذها منه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب، ويتولونها بعده، فصَحَّتْ
إضافة التَّوَفِّي إلى كُلٍّ بحسبه.
· التَّوَفِّي بِالنَّوْم والتَّوَفِّي بالموت:
الروح المدبرة للبدن الَّتِيْ تفارقه بالموت هي الروح
المنفوخة فيه، وهي النفس الَّتِيْ تفارقه بالنوم:
قال النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عن الصلاة: «إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنا حَيْثُ
شَاءَ وَرَدَّهَا حَيْثُ شَاءَ» ([1]). وقال له بلال: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ ([2]).
وقال تعالى: ﴿ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي مَنَامِهَاۖ فَيُمۡسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَيُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ﴾ [الزُّمَر: 42].
([1]) أخرجه: مالك رقم (26).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد