كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
هَرَبُوا مِنْ الرَّقَّ
الَّذِي خُلِقوا لهُ **** فَبُلوا بِرِقِ النَّفسِ والشَّيْطَانِ
فلا اجتماع للقلوب ولا صلاح للعالم إلا بالتوحيد، كما
قال تعالى: ﴿أَمِ ٱتَّخَذُوٓاْ
ءَالِهَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ هُمۡ يُنشِرُونَ ٢١لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا
ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ ٢٢﴾[الأنبيَاء: 21-22].
ولذلك إذا خلت الأرض مِنْ التَّوْحِيْد، قامت القيامة،
ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ
فِي الأَْرْضِ اللَّهُ اللَّهُ» ([1]).
ومثل تَفَرُّق المشركين الأولين في عباداتهم ومعبوداتهم
تَفَرُّق القبوريين اليوم في عبادة القبور، فكل منهم له ضريح خاص يتقرب إليه
بأنواع العبادة، وكل طريقة مِنْ الطرق الصوفية لها شيخ اتخذه مريدوه ربا مِنْ دون
اللَّه يشرع لهم مِنْ الدين ما لم يأذن به اللَّه.
وهكذا تلاعب الشياطين ببني آدم، ولا نجاة مِنْ شره ومكره
إلا بتوحيد اللَّه والاعتصام بكتابه وسنة رسوله.
نسأل اللَّه أَنْ يرينا الحقَّ حقًّا ويرزقنا اتباعه،
ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، إنَّه هو مولانا، فنعم المولى ونعم النصير.
· خطر الشرك ووجوب الحذر منه بتجنب أسبابه
الشرك أعظم الذنوب، لأَنَّ اللَّه تعالى أخبر أنَّه لا مغفرة لمَنْ لم يتب منه، مع أنَّه سبحانه كتب على نفسه الرحمة، وذلك يوجب للعبد شدة الحذر وشدة الخوف مِنْ الشرك الذي هذا شأنه، ويحمله على معرفته لتوقيه،
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد