قال ابن عباس وأكثر المفسرين: «يَقْبِضُهَا
قَبْضَتَيَنْ، قَبْضُ المَوْتِ وَقَبْضُ النَّوْم، ثُمَّ في النَّوْمِ يَقْبِضُ
الَّتِيْ تَمُوتُ وَيُرْسِلُ الأُخْرَىِ إلى أَجَلٍ مُسَمَّى حتَّى يَأْتِي
أَجَلُهَا وَقْتَ المَوْتِ».
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم :
أنَّه كَانَ يقول إذا نام: «رَبِّي
وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ
أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ» ([1]).
وهذا أحد القولين في الآية، وهو أنَّ الممْسَكَةُ
والمُرْسَلَةُ كلاهما مُتَوَفىَّ وَفَاةَ النَّوْمِ، فَمَنْ اسْتَكَمَلَتْ أجلها،
أمسكها عنده فلا يَرُدُّها إلى جسدها، ومَنْ لم تستكمل أجلها، رَدَّهَا إلى جسدها
لتستكمله.
والقول الثاني: أَنَّ الممسكة مَنْ تُوفَّيَت وفاة الموت
أولاً، والمُرْسَلَة مَنْ تُوفِّيَتْ وَفَاةَ النَّوْمِ، والمعنى على هذا: أنَّ
اللَّه يتوفى نفس الميت فيمسكها ولا يرسلها قبل يوم القيامة، ويَتَوفَّى نفس
النائم ثم يُرْسِلُها إلى جسده إلى بقية أجلها فيتوفاها الوفاة الأخرى، قال تعالى:
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
يَتَوَفَّىٰكُم بِٱلَّيۡلِ﴾ [الأنعَام: 60].
· حقيقة الرُّوح:
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : «وَمَذْهَبُ الصَّحَابَة والتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بإحْسَان وَسَائِر سلف الأُمَّة وأئَّمِة السُّنَّة: أنَّ الرُّوْحَ عَيْنٌ قَائمةٌ بِنَفْسِهَا، تُفارق البَدَن، وتنعُم، وتعذَّب، ليْسَتْ هي البَدَنُ، ولا جُزْءٌ مِنْ أجْزَائه، ولما كان الإمام أحمد رحمه الله ممَّن نَصَّ على ذلك كما نَصَّ عليه غيره مِنْ الأئمة، لمْ يَخْتَلِفْ أصْحَابُهُ فيِ ذلك».
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد