وأيضًا،
مما يدل عليه تاريخ الحضارة في الدنيا أنَّ الظروف في العالم ما زالت منذ بعثته
صلى الله عليه وسلم ولا تزال مهيأة بحيث مِنْ الممكن أنْ تصل دعوته إلى كل صقع
مِنْ أصقاع العالم، وإلى كل أمة مِنْ أممه، فلا حاجة بعد ذلك إلى نبي جديد إلى
أمةٍ مِنْ أمم الدنيا أو صقع منْ أصقاعها، فبذلك قد زال السبب الأول.
ومما يشهد به القرآن كذلك وتؤيده عليه ذخيرة كتب الحديث
والسيرة أَنَّ التعليم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال حيًا محفوظًا
على صورته الحقيقية ولم تلعب به يد النسيان ولا التحريف والتبديل.
أما الكتاب الذي جاء به، فما
وقع التحريف ولا النقص ولا الزيادة في أي حرف مِنْ أحرفه، ولا مِنْ الممكن أنْ يقع
إلى يوم القيامة.
وأما الهداية التي أعطاها
للناس بأقواله وأفعاله، فإِنَنَّا نجد آثارها حتى اليوم حية مصونة، كأننا أمام
شخصه صلى الله عليه وسلم وفي زمانه، فبذلك قد زال السبب الثاني.
ثم إِنَّ القرآن ليصرح كذلك
بأَنَّ اللَّه تعالى قد أكمل دينه بواسطة محمد صلى الله عليه وسلم ، فبذلك قد زال
السبب الثالث أيضًا.
ثم إنَّ الحاجة لو كانت تقتضي
إرسال نبي مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتأييده وتصديقه، لأرسل في زمانه صلى الله
عليه وسلم ، فبذلك قد زال السبب الرابع أيضًا...
فأي سبب خاص مِنْ بعد زوال
هذه الأسباب الأربعة». انتهى المقصود مِنْ كلامه.
· كرامة الأولياء:
كنا قد تكلمنا عن آيات
الأنبياء والفرق بينها وبين خوارق السحرة والكهَّان وعجائب المخترعات الحديثة
وما لها مِنْ الآثار.
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد