×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 وجواب أهل السُّنَّة: أنَّ هذا يُرَادُ به شَيْئًان:

أحَدُهُمَا: أنَّهَا لا تَنْفَعُ المشْرِكِيْن، كما قال تعالى: ﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤٢قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ ٤٣وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِينَ ٤٤وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَآئِضِينَ ٤٥وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤٦حَتَّىٰٓ أَتَىٰنَا ٱلۡيَقِينُ ٤٧فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ ٤٨ [المدَّثِّر: 42-48] ، فهؤلاء لا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَة الشَّافِعين لأنَّهُمْ كانوا كُفَّارًا.

والثَّاني: أنَّهُ يُراد بذلك الشَّفَاعةُ الَّتِيْ يثبتها أهلُ الشرك ومَنْ شابههم مِنْ أهلِ البدع مِنْ أهل الكتاب والمُسْلمين الَّذِين يظنون أنَّ للخَلق عند اللَّه مِنْ القدر أَنْ يشفعوا عنده بغير إذنه كما يشفع النَّاس في بعضهم عند بعض».

7-الجنة والنار :

وفي يوم القيامة الدَّاران العظيمتان اللتان لا تفنيان، الجنة والنار، فالجنة دار المتقين، والنار دار الكافرين.

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖ ١٣وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ ١٤ [الانفِطار: 13-14].

وهما مخلوقتان موجودتان الآن، كما قال تعالى في الجنة: ﴿أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ [آل عِمرَان: 133] ، وقال في النار: ﴿أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ  [البَقَرَة: 24] ، وغير ذلك مِنْ النصوص الَّتِيْ تدل على وجودهما الآن.

وهما باقيتان لا تفنيان، كما هو مذهب أهل السُّنَّة والجماعة.

قال شارح الطحاوية رحمه الله : «مما ينبغي أَنْ يُعْلَم أنَّ اللَّه تعالى لا يَمْنَعُ الثَّواب إلاَّ إِذَا مَنَعَ سَبَبَه، وَهُوَ العَمَلُ الصَّالِح، فإنَّه قال: ﴿وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا يَخَافُ ظُلۡمٗا وَلَا هَضۡمٗا  [طه: 112] ، وكذلك لا يعاقب أحدًا إلا بعد حُصُول سبب العقاب، فإنَّ اللَّه تعالى يقول: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ  [الشّورى: 30] ، وهو سبحانه المُعْطي المانع، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع». ا هـ.


الشرح