نسأل اللَّه عز وجل أَنْ يرزقنا الصبر والاحتساب، وأَنْ
يمنُّ علينا بالتوفيق والهداية.
· بيان ألفاظ لا يجوز أَنْ تقال في حق اللَّه تعالى تعظيما لشأنه:
اللَّه جل وعلا عظيم يجب أَنْ يعظم، وهناك ألفاظ لا يجوز
أَنْ تقال في حقه - سبحانه- تعظيما له، وقد ورد النهي عنها.
فَمَنْ هذه الألفاظ: أنَّه لا يقال: السَّلاَمُ عَلَى
اللَّه، لأَنَّ السلام دعاء للمسلم عليه بطلب السلامة له مِنْ الشرور، واللَّه
سبحانه يطلب منه ذلك ولا يطلب له، ويدعى ولا يدعى له، لأنَّه المغني، له ما في
السماوات والأرض، وهو السالم مِنْ كل عيب ونقص، ومانح السلامة ومعطيها، وهو
السلام، ومنه السلام.
وفي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال: كُنَّا إِذ
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاَةِ، قُلْناَ:
السَّلاَمُ عَلَى اللَّه مِنْ عِبادِه، السَّلامُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلانٍ. فَقَالَ
النَّبيُ صلى الله عليه وسلم : «لاَ
تَقُولُوا السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ» ([1])، أي: إِنَّ اللَّه
سالم مِنْ كل نقص.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : «السَّلام مصدر، وهو
مِنْ ألفاظ الدَّعاء، يتضمن الإنشاء والإخبار، فجهة الإخبارية تناقض الجهة
الإنشائية، وهو معنى السلام المطلوب عند التحية».
إلى أَنْ قال: «والمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي أهم عند الرجل، أتى في طلبها بصيغة اسم مِنْ أسماء اللَّه تعالى، وهو السلام الذي تطلب منه السلامة، فتضمن معنيين: أحدهما: ذِكرُ اللَّه... والثاني: طلب السلامة، وهو مقصود المسلم».
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد