×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 وأقول: إنَّ ممَّا يؤيد هذا أنَّ اللَّه أعطى الإنسان عقلاً وقدرةً واختيارًا، ولا يحتسب فعله له أو عليه، إلا إذا توفرت فيه هذه القوى. فالمجنون والمعتوه أو المكره لا اعتبار لما يصدر منهم مِنْ الأقوال والأفعال، ولا يؤاخذون عليها، مما يدل على أَنَّه ليس بمجبر ولا مستقل بنفسه. واللَّه المستعان.

·       ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر:

إنَّ مَن أعظم ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر صحة إيمان الشخص بتكامل أركانه، لأَنَّ الإيمان بذلك مِنْ أركان الإيمان الستة الَّتِيْ لا يتحقق إلا بها، كما دل على ذلك الكتاب والسُّنَّة.

ومِنْ ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر طمأنينة القلب وارتياحه وعدم القلق في هذه الحياة عندما يتعرض الإنسان لمشاق الحياة، لأَنَّ العبد إذا عَلِمَ أنَّ مَا يُصيبه فهو مقدر لا بد منه ولا راد له، واستشعر قول الرَسُول صلى الله عليه وسلم : «واعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ» ([1])، فإنَّه عند ذلك تسكن نفسه ويطمئن باله، بخلاف مَنْ لا يؤمن بالقضاء والقدر، فإنَّه تأخذه الهموم والأحزان، ويزعجه القلق حتى يتبرم بالحياة ويحاول الخلاص منها ولو بالانتحار، كما هو مشاهد مِنْ كثرة الَّذِين ينتحرون فرارًا مِنْ واقعهم وتشاؤمًا مِنْ مستقبلهم، لأنَّهم لا يؤمنون بالقضاء والقدر، فكان تصرفهم ذلك نتيجة حتمية لسوء اعتقادهم.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود (4699)، وابن ماجه رقم (77)، وأحمد رقم (21589).