ومخالفة اللَّه تعالى
عمدًا، ولأننا أُمرنا بالتأسي بهم، وذلك لا يجوز مع وقوع المعصية في أفعالهم،
لأَنَّ الأمر بالاقتداء بهم يلزم منه أَنْ تكون أفعالهم كلها طاعة، وتأولوا الآيات
والأحاديث الواردة بإثبات شيء مِنْ ذلك.
وقال الجمهور بجواز وقوع الصغائر منهم بدليل ما ورد في
القرآن والأخبار، لكنهم لا يصرون عليها، فيتوبون منها ويرجعون عنها، كما مَرَّ
تفصيله، فيكونون معصومين مِنْ الإصرار عليها، ويكون الاقتداء بهم في التوبة منها.
· دين الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- واحد :
إنَّ دين الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- دينٌ واحدٌ
وإِنْ تنوعت شرائعهم. قال تعالى: ﴿شَرَعَ
لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ
وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ
وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ﴾ [الشّورى: 13].
وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ
عَلِيمٞ ٥١وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ
٥٢﴾ [المؤمنون: 51-52].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إِنَّا مَعَاشِر الأَْنْبِيَاء دِينَنَا وَاحِدٍ، وَالأَْنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ
لِعَلاَّتٍ».
ودين الأنبياء هو دين الإسلام الذي لا يقبل اللَّه غيره،
وهو الاستسلام للَّه بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص مِنْ الشرك وأهله:
قال تعالى عن نوح: ﴿وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [يونس: 72].
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد