وقال عن إبراهيم: ﴿إِذۡ
قَالَ لَهُۥ رَبُّهُۥٓ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [البَقَرَة: 131].
وقال عن موسى: ﴿وَقَالَ
مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن
كُنتُم مُّسۡلِمِينَ﴾ [يُونس: 84].
وقال عن المسيح: ﴿وَإِذۡ
أَوۡحَيۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِيِّۧنَ أَنۡ ءَامِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوٓاْ
ءَامَنَّا وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّنَا مُسۡلِمُونَ﴾ [المَائدة: 111].
وقد قال تعالى فيمَنْ تقدم مِنْ الأنبياء وعن التوراة: ﴿يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ
ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ﴾ [المَائدة: 44] .
وقال تعالى عن ملكة سبأ: ﴿رَبِّ
إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَيۡمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [النَّمل: 44].
فالإسلام هو دين الأنبياء جميعًا، وهو الاستسلام للَّه
وحده، فَمَنْ استسلم له ولغيره، كان مشركًا، ومَن لم يستسلم له، كان مستكبرًا،
وكُل مِنْ المشرك والمستكبر عن عبادة اللَّه كافرٌ.
والاستسلام للَّه يتضمَنْ عبادته وحده، وأَنْ يطاع وحده، وذلك بأنْ يطاع في كل وقت بفعل ما أَمَرَ به في ذلك الوقت، فإذا أمر في أول الإسلام بأَنْ يستقبل بيت المقدس، ثم أمر بعد ذلك باستقبال الكعبة، كان كل مِنْ الفعلين حين أمر به داخلاً في الإسلام، فالدين هو الطاعة، وكل مِنْ الفعلين عبادة للَّه، وإِنَمَّا تنوع بعض صور الفعل، وهو توجه المصلي، فكذلك الرسل دينهم واحدٌ، وإِنْ تنوعت الشِرْعَة والمنهاج والوجه والمنسك، فإِنَّ ذلك لا يمنع أنْ يكون الدِّيْنُ واحدًا، كما لم يمنع ذلك في شريعة الرسول الواحد، كما مثلنا باستقبال بيت المقدس أولاُ ثم استقبال الكعبة ثانيا في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد