آخر بقوله: ﴿مَن
يُعِيدُنَاۖ﴾ [الإسرَاء: 51] إذا فَنِيَتْ جُسُومُنَا
واسْتَحَالَتْ، فأجابهم بقوله: ﴿قُلِ ٱلَّذِي
فَطَرَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖۚ﴾ [الإسرَاء: 51] ، فَلَمَّا أخذْتُهْم الحُجَّة، انتقلوا إلى سُؤَالٍ آخر
يَتَعَلَّلُون به تَعَلُّل المُنْقَطِع، وهو قولهم: ﴿مَتَىٰ هُوَۖ﴾ [الإسرَاء: 51] ، فَأجَابَهُمْ بقوله: ﴿قُلۡ
عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا﴾ [الإسرَاء: 51] ».
خامسًا: الإيمان بما يكون يوم القيامة:
قال الإمام السفاريني رحمه الله تعالى : «واعْلَمْ أنَّ
ليوم الوقوف أهوالا عظيمة وشدائد جَسِيْمةً تُذِيبُ الأكبَاد وتُذْهِل المراضع
وَتُشِيْبُ الأولاد، وهو حَقٌ ثابتٌ، ورد به الكِتَابُ والسُّنَّة وانعقد عليه
الإجْمَاعُ، وهو يَوْمُ القيامة.
وقد اخْتُلف في تسْمِية
ذلك اليومِ بيَوْمِ القيامة:
قيل: لكون النَّاس يقومون
مِنْ قبورهم، قال تعالى: ﴿يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا﴾ [المعَارج: 43] . وقيل:
لوجود أُمُور المَحْشَر والوقوف ونحوها فيه. وقيل: لقيام النَّاس لرَبِّ
العَالمَيْن.
كما روى مسلم في «صحيحه» عَنْ
ابن عُمَرَ رضي الله عنهما مرفوعًا: ﴿يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [المطفّفِين: 6] ، قال: يَقُومُ أحَدَهُمْ فِيْ
رَشْحِهِ إلى نِصْفِ أذُنَيْهِ».
إلى أَنْ قال: «وروى الإمام أحمد، وأبو يعلى وابن حبان في «صحيحه»، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : أنَّه قال:«يَوْمًا كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ». فقيل: مَا أَطْوَلَ هَذَا الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ» ([1]).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد