قلت: وهذا ما يقوله عُبَّاد
القبور اليوم، يتقربون إليها بأنواع العبادة، ويقولون: هذا ليس بشركٍ، لأننا لا
نعتقد فيها أنَّها تخلق وتدبر، وإِنَمَّا جعلناها وسائط نتوسل بأصحابها...
· أساليب القرآن في الدعوة إلى توحيد الإلهية
لما كان توحيد الربوبية قد أقرَّ به النَّاس بموجب فطرهم
ونظرهم في الكون، وكان الإقرار به وحده لا يكفي للإيمان باللَّه ولا ينجِّي صاحبه
مِنْ العذاب، ركزت دعوات الرسل على توحيد الإلوهية، خصوصا دعوة خاتم الرسل نبينا
محمد -عليه وعليهم أفضل السلام- ، فكان يطالب النَّاس بقول: لا إله إلا اللَّه،
المتضمنة لعبادة اللَّه، وترك عبادة ما سواه، فكانوا ينفرون منه ويقولون: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ
إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ﴾ [ص: 5].
وحاولوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم أَنْ يترك هذه
الدعوة ويخلي بينهم وبين عبادة الأصنام، وبذلوا في ذلك معه كل الوسائل، بالترغيب
تارة وبالترهيب تارة، وهو عليه الصلاة والسلام يقول: واللَّه، لو وضعوا الشمس
بيميني، والقمر بشمالي، على أَنَّ أترك هذا الأمر، لا أتركه حتى يظهره اللَّه أو
أُهْلَك دونه.
وكانت آيات اللَّه تتنزل عليه بالدعوة إلى هذا التَّوْحِيْد، والرد على شبهات المشركين، وإقامة البراهين على بطلان ما هم عليه.
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد