وإِنْ أمكن، ففيه تَعْذيب،
ولا عذاب على المُؤْمِنِين والصُّلَحَاء يوم القيامة، وإنَّمَا الُمرَاد طريق
الجَنَّة المُشَار إليه بقوله تعالى: ﴿سَيَهۡدِيهِمۡ
وَيُصۡلِحُ بَالَهُمۡ﴾ [محَمَّد: 5] ، وطريق النَّار المُشَار إليه بقوله
تعالى: ﴿فَٱهۡدُوهُمۡ
إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡجَحِيمِ﴾ [الصَّافات:
23] ، ومَنْهُم منْ حمله على الأدلَّة الواضِحَة والمُبَاحَات والأعمال
الرَّدِيْئة ليسأل عنها ويؤاخذ بها، وكل هذا باطلٌ وخرافاتٍ، لوجوب رَدِّ النصوص
إلى حقائقها، وليس العُبُور على الصراط بأعْجَب مِنْ المشي على الماء أو
الطَّيَران في الهواء أو الوقوف فيه، وقد أجاب صلى الله عليه وسلم عن سُؤال حَشْرِ
الكافر على وجهه بأنَّ القُدْرة صالحةٌ لذلك». ا. هـ.
5- الحوض
قال الحافظ السيوطي رحمه الله : «ورد ذِكْرُ الحوض مِنْ
رِواية بِضْعَةٍ وَخَمْسِيْن صَحَابيًا، منهم الخُلْفَاء الأرْبَعة الرَّاشِدُون،
وَحُفَّاظُ الصَّحَابة المكُثْرِوُن، وغيْرُهُمْ، رِضْوان اللَّه عَلَيْهِم
أجْمَعِيْن». ا. هـ.
وأخرج الشيخَان وغيرهما مِنْ حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَمْرٍو بن العَاص قال: قال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم : «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ
مِنْ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ
السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْه فَلاَ يَظْمَأُ أَبَدًا» ([1]).
وروى مسلم في صحيحه عن أَنَس بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قال: أَغْفَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِغْفَاءَةً، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فقَالَ: «إِنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ» فَقَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴿إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ﴾ [الكَوثَر: 1]
الصفحة 1 / 367