×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 حَتَّى خَتَمَهَا، قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هُوَ نَهْرٌ أعطانيه رَبِّي عز وجل فِي الْجَنَّةِ، وَعَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، عَلَيْهِ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ، يُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ، فَأَقُولُ يَا رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي، فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ» ([1]). ومعنى «يُخْتَلَجُ»: يُطْرَدُ عَنْ ورود الحوض.

قال القرطبي رضي الله عنه : «قال عُلماؤَنَا: كُلَّ مَنْ ارْتَدَّ عَنْ دين اللَّه أو أحْدَث فِيْه ما لا يَرْضَاه اللَّه ولم يَأْذَن به، فهو مِنْ المطْرُودِيْن عن الحَوْضِ، وأشَدُّهُمْ طَرْدًا مَن خَالَفَ جماعة المُسْلِمِيْن، كالخوارج والرَّوَافض والمُعْتَزَلة عَلى اخْتِلاَف فِرَقهِمْ، فهؤلاء كلُّهُمْ مُبَدِّلُون، وكذا الظَّلَمَة المُسْرِفُون في الجُوْر والظُّلْم وطَمْسِ الحَقِّ وإذْلاَلِ أهْلهِ، والمُعْلِنُون بِكبَائر الذُّنُوب، المُسْتَخْفُون بالمَعَاصِي، وَجَمَاعَة أهْلِ الزَّيغ والبِدَعِ، ثُمَّ الطَّرْدُ قَدْ يَكُون في حَالٍ، ثُمَّ يُقَرَّبُون بعد المغفرة إنْ كان التَّبْديل في الأعمال ولم يكُنْ في العقائد». ا. هـ.

وقد خالفت المعتزلة، فلم تقل بإثبات الحوض مع ثبوته بالسُّنَّة الصحيحة الصريحة، فكل مَن خالف في إثباته، فهو مُبْتَدعٌ وأحْرَى أَنْ يُطْرَد عنه.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (400).