·
3- الشَّرْك في التوكل :
التوكُّل في اللغة معناه: الاعتماد
والتفويض، وهو مِنْ عمل القلب، يقال: توكل في الأمر: إذا ضمن القيام به، ووكلت
أمري إلى فلان: إذا اعتمدت عليه.
والتوكُّل على اللَّه مِنْ أعظم أنواع العبادة التي يجب
إخلاصها للَّه، قال تعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ
فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [المَائدة: 23] .
والتوكُّل على غير اللَّه تعالى أقسام:
أحدها: التوكُّل في الأمور التي لا
يقدر عليها إلا اللَّه، كالتوكُّل على الأموات والغائبين ونحوهم مِنْ الطواغيت في
تحقيق المطالب مِنْ النصر والحفظ والرزق أو الشفاعة، فهذا شركٌ أكبرٌ.
الثاني : التوكل في الأسباب الظاهرة،
كمَنْ يتوكل على سلطان أو أمير أو أي شخصٍ حي قادر فيما أقدره اللَّه مِنْ عطاء أو
دفع أذى ونحو ذلك، فهذا شركٌ أصغر، لأنَّه اعتمادٌ على الشخص.
الثالث: التوكل الذي هو إنابة
الإنسان مَن يقوم بعملٍ عنه مما يقدر عليه كبيعٍ وشراءٍ، فهذا جائز، ولكن ليس له
أنْ يعتمد عليه في حصول ما وكِّل إليه فيه، بل يتوكَّل على اللَّه في تيسير أموره
التي يطلبها بنفسه أو نائبه، لأنَّ توكيل الشخص في تحصيل الأمور الجائزة مِنْ جملة
الأسباب، والأسباب لا يعتمد عليها، وإنَّما يعتمد على اللَّه سبحانه الذي هو مسبب
الأسباب وموجد السَّبَبِ والمسَبَّبِ.
والتوكل على اللَّه في دفع المضار وتحصيل الأرزاق وما لا يَقْدرُ عليه إلا هو مِنْ أعظم أنواع العبادة، والتوكل على غيره في ذلك شركٌ أَكْبَرُ، قال اللَّه تعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [المَائدة: 23] ،
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد