أما الجهمية وتلاميذهم مِنْ
المعتزلة والأشاعرة، فإِنَّهم بنوا مذهبهم على أصل باطل أصلوه مِنْ عند أنفسهم،
وهو أَنَّ إثبات هذه الصفات يقتضي التشبيه، فيلزم حيال النصوص الواردة بذلك أحد
أمرين عندهم: إما تأويلها عن ظاهرها، واما تفويضها مع اعتقاد أَنَّ ظاهرها غير
مراد، ولهذا يقول ناظم عقيدتهم:
وَكُلُّ نَصٍ أَوْهَمَ
التَّشْبِيَهَا **** أَوِّلهُ أَوْ فَوِّضْ وَرُمْ تَنْزِيْهَا
سبحانك ربي عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرًا.
وقد أجرى اللَّه الحق على لسان هذا الناظم حيث قال:
(وَكُلُّ نَصٍ أَوْهَمَ التَّشْبِيَهَا)، فبين أَنَّ مذهبهم مبني على الوهم لا على
الحق، لأنَّهم توهموا أَنَّ هذه النصوص تقتضي التشبيه، فراحوا يؤولونها.
وهل الوهم يا عباد اللَّه تعارض به النصوص وتبنى عليه
عقيدة؟، إِنَّ الوهم أقل درجة مِنْ الظن، واللَّه تعالى يقول في الظن: ﴿وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لَا
يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡٔٗا﴾ [النّجْم: 28] .
· الرد على المنحرفين عن منهج السلف في أسماء اللَّه وصفاته مِنْ المشبهة
والمعطلة:
المنحرفون عن منهج السلف في أسماء اللَّه وصفاته
طائفتان: المشبهة، والمعطلة.
1- المشبهة:
وهؤلاء شَبَّهوا اللَّه بخلقه، وجعلوا صفاته مِنْ جنس
صفات المخلوقين، ولذلك سموا بالمشبهة.
وأول مِنْ قال هذه المقالة هو هشام بن الحكم الرافضي وبيان بن سمعان التميمي الذي تنسب إليه البيانية مِنْ غالية الشيعة.
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد