فالمشبهة غلوا في إثبات الصفات حتى أدخلوا في ذلك ما
نفاه اللَّه ورسوله مما لا يليق به سبحانه مِنْ صفات النقص تعالى اللَّه عما
يقولون علوا كبيرًا، ومِنْ هؤلاء هشام بن سالم الجواليقي وداود الجواربي.
وقد نفى اللَّه في كتابه مشابهته لخلقه ونهى عن ضرب
الأمثال له، فقال تعالى: ﴿لَيۡسَ
كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾[الشّورى: 11] ﴿هَلۡ
تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا﴾[مَريَم: 65] ﴿وَلَمۡ
يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾ [الإخلاص: 4] ﴿فَلَا
تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ﴾ [النّحل: 74].
فَمَنْ شبه صفات اللَّه بصفات خلقه، لم يكن عابدا للَّه
في الحقيقة، وإِنَمَّا يعبد وثنًا صوره له خياله ونحته له فكره، فهو مِنْ عبّاد
الأوثان لا مِنْ عباد الرحمن.
قال العلامة ابن القيم:
لَسْنَا نُشَبِّهُ وَصْفَهُ
بِصِفَاتِنَا **** إِنَّ المُشَبِّهَ عَابِدُ الأَوْثَانِ
كَلاَّ ولاَ تُخْلِيِه مِنْ
أوْصَافِهِ **** إِنَّ المُعَطِّلَ عَابِدُ البُهْتَانِ
ومَنْ شبه صفات اللَّه بصفات خلقه، فهو مشابه للنصارى
الذين يعبدون المسيح ابن مريم عليه السلام .
يقول العلامة ابن القيم:
مَنْ مَثَّلَ اللَّهَ
العَظِيْمَ بِخَلْقِهِ **** فَهُوَ النَّسِيْبُ لمُشْرِكٍ نَصْرَانِي
أَوْ عَطَّلَ الرَّحْمنَ
عَنْ أوْصَافِهِ **** فَهُوَ الكَفُورُ ولَيْسَ ذَا إيمَانِ
وقال نعيم بن حماد شيخ البخاري رحمهما الله : «مَن شَبَّهَ اللَّه بِخَلْقِهِ، فَقَدْ كَفَرَ، وَمَن نَفَى مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ أَوْ َوَصَفُه بِهِ رَسُولهُ، فَقَدْ كَفَرَ، وَلْسَ فيِمَا وَصَفَ اللَّه بِه نَفْسهُ أَوْ وَصَفهُ بِه رَسُولُهُ تَشْبِيْهٌ».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد