2- المعطّلة:
وهؤلاء نفوا عن اللَّه ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله
مِنْ صفات الكمال، زاعمين أَنَّ إثباتها يقتضي التشبيه والتجسيم، فهم على طرفي
نقيض مع المشبهة.
ومذهب التعطيل مأخوذ مِنْ تلامذة اليهود والمشركين وضلال
الصابئين، وأول مِنْ حُفِظَ عنه مقالة التعطيل في الإسلام هو الجعد بن درهم في
أوائل المئة الثانية، أخذ هذا المذهب الخبيث عنه الجهم بن صفوان وأظهره، وإليه
نسبت الجهمية، ثم انتقل هذا المذهب إلى المعتزلة والأشاعرة.
فهذه أسانيد مذهبهم ترجع إلى اليهود والصابئين والمشركين
والفلاسفة، وهم في هذا التعطيل متفاوتون.
فالجهمية: ينفون الأسماء والصفات.
والمعتزلة: يثبتون الأسماء مجردة عن
معانيها وينفون الصفات.
والأشاعرة: يثبتون الأسماء وسبع صفات
فقط هي: العلم والحياة والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام، وينفون بقية
الصفات.
وشبْهةُ الجميع فيما نفوه مِنْ الصفات أَنَّ إثباتها
يقتضي التشبيه والتجسيم بزعمهم، لأنَّه لا يشاهد موصوفًا بها إلا هذه الأجسام،
واللَّه ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ
شَيۡءٞۖ﴾ [الشّورى: 11] ، فتعين نفي الصفات وتعطيلها تنزيها
للَّه عن التشبيه بزعمهم، ولهذا يسمون مَن أثبتها مُشَبِّهًا.
ووقفوا مِنْ النصوص الدالة على إثباتها موقفين:
الموقف الأول: الإيمان بألفاظها وتفويض معانيها، بأَنْ يسكتوا عن تفسيرها ويفوضوه إلى اللَّه مع نفي دلالتها على شيء مِنْ الصفات، وسموا هذه الطريقة طريقة السلف، وقالوا هي الأسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد