×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

الموقف الثاني: صرف هذه النصوص عن مدلولها إلى معان ابتدعوها، وهذا ما يسمونه بطريقة التأويل، وسموه طريقة الخلف، وقالوا هي الأَعْلَمُ والأَحْكَمُ.

والرد على شبهتهم: أنْ نقول: لا ريب أَنَّ التمثيل قد نطق القرآن الكريم بنفيه عن اللَّه تعالى، كقوله تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشّورى: 11] ، وقوله:  ﴿هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا [مَريَم: 65] ، وقوله: ﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ [الإخلاص: 4] ، وقوله: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا [البَقَرَة: 22] ، وقوله: ﴿فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ [النّحل: 74] ، لكن مع نفيه سبحانه عن نفسه مشابهة المخلوقين أثبت لنفسه صفات الكمال، كما في قوله تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ  [الشّورى: 11] ،، فجمع في هذه الآية الكريمة بين نفي التشبيه عنه وأثبت لنفسه صفتي السمع والبصر، فدل على أَنََّّ إثبات الصفات لا يقتضي التشبيه، إذ لا تلازم بينهما.

وهكذا في كثير مِنْ آيات القرآن الكريم نجد إثبات الصفات مع نفي التشبيه جنبًا إلى جنب، وهذا هو مذهب السلف الصالح، يثبتون الصفات وينفون عنه التشبيه والتمثيل.

ومَن زعم أنَّ إثبات الصفات لا يليق باللَّه لأنَّه يقتضي التشبيه، فإِنَمَّا جَرَّه إلى ذلك سوء فهمه، حيث فهم أنَّ إثبات الصفات يلزم منه التشبيه، فأداه هذا الفهم الخاطئ إلى نفي ما أثبته اللَّه عز وجل لنفسه، فكان هذا الجاهل مشبها أولاً، ومعطلاً ثانيًا وارتكب ما لا يليق باللَّه ابتداء وانتهاء، ولو كان قلبه طاهرا مِنْ أقذار التشبِيه، لكان المتبادر عنده والسابق إلى فهمه أنَّ صفات اللَّه عز وجل بالغة مِنْ الكمال والجلال ما يقطع أوهام علائق التشبيه والمشابهة بين صفات الخالق وصفات المخلوقين،


الشرح