×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 فيكون قلبه مستعدا للإيمان بصفات اللَّه على وجه يليق به، مع تنزيه اللَّه عن مشابهة المخلوقين، أما مِنْ توهم أنَّ صفات اللَّه تشبه صفات المخلوقين، فإنَّه لم يعرف اللَّه حق معرفته، ولم يقدره حق قدره، ولهذا وقع فيما وقع فيه مِنْ ورطة التعطيل، وصار يسمي مِنْ أثبت للَّه صفات الكمال ونزهه عن صفات النقص على مقتضى الكتاب والسُّنَّة، صار يسميه مشبهًا ومجسمًا، نظرا لما قام بقلبه مِنْ تَوَهُم أنَّ صفات اللَّه تشبه صفات خلقه، ولم يدر أَنَّ هذا الوصف أليق به، فهو الذي شَبَّه أولاً، ثم عطل ثانيًا، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه.

قال إمام الأئمة ناصر السُّنَّة أبو بكر محمد بن خزيمة رحمه الله في الرد على الجهمية وتلاميذهم ممَّنْ زعم أَنَّ إثبات الصفات للَّه عز وجل يقتضي التشبيه، وننقل كلامه مختصرا في هذا الموضوع قال رحمه الله : «وَزَعَمَت الجَهْميةُ - عليهم لَعَائِنُ اللَّه- أَنَّ أهل السُّنَّة ومتبعي الآثار، القائلين بكتاب ربهم وَسُنَّةَ نَبِيَّهِم صلى الله عليه وسلم ، المثبتين للَّه عز وجل مِنْ صفاته ما وَصَفَ اللَّه بِه نَفْسِه في مُحكم تنزيله المثبت بين الدفتين وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بنقل العدل عن العدل موصولا إليه مشبهة جهلا منهم بكتاب ربنا وسُنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وقلة معرفتهم بلغة الذين بلغتهم خُوْطبنا...».

إلى أَنْ قال: «نَحنُ نَقُول وعُلماؤنا جميعًا مِنْ جميع الأقطار: إنَّ لمعبودنا عز وجل وجها كما أعلمنا اللَّه في محكم تنزيله، فَزَوَاهُ بالجلال والإكرام، وحَكَمَ لهُ بالبقاء، ونفى عنه الهلاك. ونقول: إنَّ لوجه ربنا عز وجل مِنْ النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سُبحات وجهه كل شيء أدركه بصره... ونقول: إنَّ لبني آدم وجوهًا كتب اللَّه عليها الهلاك.


الشرح