وقد تواترت الأحاديث مِنْ وجوه متعددة في إثبات خروج
الدجال وبيان فتنته والاستعاذة منه، وأجمع أهل السُّنَّة والجماعة على خروج الدجال
في آخر الزمان، وذكروا ذلك ضمن مباحث العقيدة، فَمَنْ أنكر خروجه، فقد خالف ما دلت
عليه الأحاديث المتواترة، وخالف ما عليه أهل السُّنَّة والجماعة.
ولم ينكر خروجه إلا بعض المبتدعة كالخوارج والجهمية وبعض
المعتزلة وبعض الكتَّاب العصريين والمنتسبين إلى العلم، ولم يعتمدوا على حجة
يدفعون بها النصوص المتواترة سوى عقولهم وأهوائهم، ومثل هؤلاء لا عِبْرَة بهم ولا
بقولهم.
والواجب على المؤمن الإيمان بما صح عن اللَّه ورسوله،
واعتقاد ما يدل عليه، ولا يكون مِنْ الذين قال اللَّه تعالى فيهم: ﴿بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ
يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ﴾ [يُونس: 39] ،
لأَنَّ مُقْتَضى الإيمان باللَّه ورسوله هو التسليم لما جاء عنهما والإيمان به،
ومَنْ لم يفعل، فإنَّه متبع لهواه بغير هدىً مِنْ اللَّه.
نسأل اللَّه العافية والسلامة مِنْ الشَّك والشرك،
والكفر والنفاق وسوء الأخلاق، وأنْ لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، والحمد للَّه رب
العالمين.
3- نزول عيسى ابن مريم عليه السلام :
إنَّ نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام كما دَلَّ عليه القرآن فقد أخبر به الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وتواتر النقل عنه بذلك، وأجمع عليه علماء الأمة سلفًا وخلفًا، واعتبروه مما يجب اعتقاده والإيمان به.
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد