×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 فأحزنها ذلك، وأثار لها خوفًا وطيرةً وانكماشًا وانقباضًا عما قصَدَتْ وعزَمَتْ عليه، فأورث لها ضررًا في الدنيا ونقصَا في الإيمان ومقارفةً للشرك..». انتهى كلامه رحمه الله .

وفي الحديث الذي رواه أحمد عن ابن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : «مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَتةٍ، فَقَدْ أَشْرَكَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ اللَّهُمَّ لاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُكَ، وَلاَ طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ» ([1]). فتضمن هذا الحديث الشريف أَنَّ الطَّيرة لا تَضُرُّ مَن كَرِههَا ومضى في طريقه، وأما مَن لم يُخلص توكله على اللَّه، واسترسل مع الشيطان في ذلك، فقد يُعَاقَبُ بالوقوع فيما يكره، لأنَّه أعرض عن واجب الإيمان باللَّه.

هذا ونسأل اللَّه عز وجل أَنْ يَمُنَّ علينا بالإيمان والتوكل عليه ويجنبنا طريق الشَّرَّ والشِّرك، إنَّه سميعٌ مجيبٌ.

7- التنجيم:

وهو كما عَرَّفهُ بعض المحققين بأنَّه الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، كأوقات هبوب الرياح ومجيء المطر، وظهور الحَرَّ والبرد، وتغير الأسعار، أو حدوث الأمراض والوفيات، أو السعود والنحوس. وهذا ما يسمى بعلم التأثير، وهو على نوعين:

النوع الأول: أَنْ يَدَّعِي المنجم أَنَّ الكواكب فاعلة مختارة، وأَنَّ الحوادث تجري بتأثيرها، وهذا كفر بإجماع المسلمين، لأنَّه اعتقاد أَنَّ هناك خالق غير اللَّه، وأَنَّ أحدا يتصرف في ملكه بغير مشيئته وتقديره سبحانه وتعالى .


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (7045).