النوع الثاني: الاستدلال بمسير الكواكب
واجتماعها وافتراقها على حدوث الحوادث، وهذا لا شك في تحريمه، لأنَّه مِنْ ادعاء
علم الغيب، وهو مِنْ السحر أيضًا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «مَنْ اِقْتَبَسَ شُعْبَة مِنْ النُّجُوم،
فقد اِقْتَبَسَ شُعْبَة مِنْ السِّحْر زَادَ ما زَادَ» ([1]).
والسحر محرمٌ بالكتاب والسُّنَّة والإجماع.
والإخبار عن الحوادث المستقبلية عن طريق الاستدلال
بالنجوم مِنْ ادعاء علم الغيب الذي استأثر اللَّه بعلمه، فهو ادِّعاء لمشاركته
سبحانه بعلمه الذي انفرد به أو تصديق لمَنْ ادعى ذلك، وهذا ينافي التَّوْحِيْد،
لما فيه مِنْ هذه الدعوى الباطلة.
قال الخطَّابي: «علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه أهل
التنجيم مِنْ علم الكوائن والحوادث التي ستقع في مستقبل الزمان، أوقات هبوب
الرياح، ومجيء المطر، وتغير الأسعار، وما في معناها مِنْ الأمور التي يزعمون
أنَّها تُدرَك معرفتها بسير الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها، يدعون أَنَّ
لها تأثيرًا في السفليات، وهذا منهم تحكم على الغيب، وتعاط لعلم قد استأثر به
اللَّه، ولا يعلم الغيب سواه.
قال البخاري في «صحيحه»: قَاَلَ قَتَادَة: خَلَقَ اللَّه هَذهِ النُّجُوم لِثَلاَثٍ: زِيْنة لِلسَماءِ، وَرُجُومًا لِلْشَيَاطِينِ، وَعَلاَمَاتٍ يُهتَدى بِهَا، فَمَن تَأوَّل فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ، أَخْطَأَ، وَأَضَاعَ نَصِيْبَهُ، وَتَكَلُفَ مَا لاَ عِلْمَ لَهُ بِهِ...» انتهى.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3905)، وابن ماجه رقم (3726)، وأحمد رقم (2000).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد