وأخرج الخطيب عنه أنَّه
قال: «وإِنَّ أناسًا جهلة بأمر اللَّه قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة: مَنْ أعرس
بنجم كذا وكذا، كان كذا وكذا، ومَنْ سافر بنجم كذا وكذا، كان كذا وكذا... ولعمري،
ما مِنْ نجم إلا يولد به الأحمر والأسود والطويل والقصير والحسن والذميم، وما علم
هذه النجوم وهذه الدابة وهذا الطائر بشيء مِنْ هذا الغيب، ولو أَنَّ أحدًا علم
الغيب، لعلمه آدم الذي خلقه اللَّه بيده وأسجد له ملائكته وعلَّمه أسماء كل شيء».
أ. هـ.
أقول: ومِنْ الخرافات الباطلة ما يروّجه الدجَّالون في
بعض الصحف والمجلات مِنْ ذكر البخت والنحوس والسعود، ويعلِّقون ذلك بحسابات البروج
والنجوم، ويصدق به بعض السّذّج.
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في «فتح المجيد»:
«فإِنْ قيل: المنجِّم قد يصدق. قيل: صدقه كصدق الكاهن، يصدق في كلمة ويكذب في مئة،
وصدقه ليس عن علمٍ، بل قد يوافق قَدَرًا فيكون فتنةً في حق مِنْ صدّقه».
قال: «وقد جاءت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بإبطال علم التنجيم، كقوله: «مَنْ اِقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ النُّجُوم، فقد اِقْتَبَسَ شُعْبَة مِنْ السِّحْر زَادَ ما زَادَ» ([1]). وعن رَجَاءَ بن حَيْوَةَ : أنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِيْ: التَّصْدِيْقُ بِالنُّجُومِ، وَالتَّكْذِيْبُ بِالقَدَرِ، وَحَيْفُ الأْئِمَةِ». رواه ابن حميد.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3905)، وابن ماجه رقم (3726)، وأحمد رقم (2000).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد