وأما الاستدلال بالنجوم
لمعرفة الاتجاه في الأسفار في البر والبحر، فهذا لا بأس به، وهو مِنْ نعمة اللَّه
عز وجل ، حيث يقول سبحانه: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ﴾ [الأنعَام: 97] ،
أي: لتعرفوا بها جهة قصدكم، وليس المراد أنَّه يهتدى بها في علم الغيب كما يعتقده
المنجمون.
قال الخطَّابي: وأما ما يُستدل به مِنْ النجوم على جهة
الِقْبلَةِ، فإِنَّها كواكب أرصدها أهل الخبرة مِنْ الأئمة، الذين لا نشك في
عنايتهم بأمر الدين ومعرفتهم بها وصدقهم فيما أخبروا به عنها، مثل أَنْ يشاهدها
بحضرة الكعبة، ويشاهدها على حال الغيبة عنها، فكان إدراكهم الدلالة منها
بالمعاينة، وإدراكنا ذلك بقبول خبرهم إذ كانوا عندنا غير متهمين في دينهم ولا
مقصرين في معرفتهم.
وقال ابن رجب: والمأذون في تعلمه علم التسيير لا علم
التأثير، فإنَّه - أي: علم التأثير- باطلٌ محرمٌ قليله وكثيره، وأما علم التسيير،
فيتعلم ما يحتاج إليه مِنْ الاهتداء ومعرفة القبلة والطرق، وهو جائزٌ عند الجمهور....».
اهـ.
وكذلك تعلّم منازل الشمس والقمر للاستدلال بذلك على
القبلة وأوقات الصلوات والفصول ومعرفة الزوال.
قال الخطَّابي: «أما علم النجوم الذي يدرك مِنْ طريق المشاهدة والخبر الذي يعرف به الزوال وتعلم به جهة القبلة، فإنَّه غير داخل فيما نهي عنه، وذلك أَنَّ معرفة رصد الظل ليس شَيْئًا أكثر مِنْ أَنَّ الظل ما دام متناقصًا، فالشمس بعد صاعدة نحو وسط السماء مِنْ الأفق الشرقي، وإذا أخذ في الزيادة، فالشمس هابطة مِنْ وسط السماء نحو الأفق الغربي،
الصفحة 4 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد