وتجديد شرائع للناس بعد محمد صلوات اللَّه وسلامه عليه،
لأنَّه لو بعث اللَّه رسلا وأنبياء، فلن يحدثوا شَيْئًا ولن يزيدوا على ما جاء به
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مِنْ أسس في العقيدة أو في التشريع، فقد أكمل
اللَّه الدين وأتم الشريعة، حيث يقول: ﴿ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ
دِينٗاۚ﴾ [المَائدة: 3] ، وإِنْ كان الغرض مِنْ إرسال
الرسل هو نشر هذه الرسالة ودعوة الناس إليها، فهذه وظيفة علماء المسلمين، فعليهم
أَنْ يقوموا بتبليغ هذه الدعوة للناس.
فمَنْ ادعى عدم ختم النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم
، أو صدَّق مَن يدعي ذلك، فهو مرتد عن دين الإسلام.
ولهذا حكم الصحابة على مِنْ ادعى النبوة بعد محمد صلى
الله عليه وسلم بالردة، وقاتلوه هو وأتباعه، وسموهم بالمرتدين، وهذا ما أجمع عليه
علماء المسلمين سلفًا وخلفًا.
· الحكمة في ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم :
وكانت نبوَّة محمد صلى الله
عليه وسلم خاتمة للنبوات، لأنَّه بعث إلى الناس كافة إلى أنْ تقوم الساعة، كما قال
تعالى: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا﴾ [سَبَإ: 28] ، ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا
كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ﴾ [الأنبيَاء: 107] ، ،﴿تَبَارَكَ
ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفُرقان: 1] ، ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾[الأعرَاف: 158] .
وإذا كانت رسالته عامة للناس، فلابد أَنْ تكون شريعته
كاملة شاملة لمصالح البشر، لا يحتاج معها إلى شريعة أخرى وبعثة نبي آخر، كما قال
تعالى: ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ
دِينٗاۚ﴾ [المَائدة: 3].
الصفحة 1 / 367