وقال تعالى: ﴿وَنَزَّلۡنَا
عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ وَبُشۡرَىٰ
لِلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [النّحل: 89] ، وقال تعالى: ﴿وَأَنزَلۡنَآ
إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ
وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ﴾ [المَائدة: 48]
.
قال الشيخ أبو الأعلى المودودي رحمه الله في رده على
القاديانية: «ونحن إذا تتبعناه - أي: القرآن- بغية أَنْ نعرف الأسباب التي لأجلها
ظهرت الحاجة إلى إرسال نبي في أمة مِنْ أمم الأرض، علمنا أَنَّ هذه الأسباب
أربعة:
1- كانت هذه الأمة ما جاءها مِنْ اللَّه نبي مِنْ قبل،
ولا كان لتعاليم نبي مبعوث في أمة غيرها أنْ تصل إليها.
2- كان قد أُرْسِل إليها نبي مِنْ قبل، ولكن كان تعليمه
قد انمحى أو لعبت به يد النسيان أو التحريف حتى لم يعد بإمكان الناس أنْ يتبعوه
اتباعًا كاملاً صحيحًا.
3- كان قد أُرْسِل إليها نبي مِنْ قبل، ولكن تعاليمه ما
كانت شاملة لمَنْ يأتي بعده وافية لمتطلبات عصرهم، فألحت الحاجة إلى المزيد مِنْ
الأنبياء لإكمال الدين.
4- كان قد أُرْسِل إليها نبي، ولكن كانت الحاجة تقتضي
أنْ يرسل معه نبي آخر لتصديقه وتأييده.
وكل سبب مِنْ هذه الأسباب الأربعة قد زال بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا حاجة للأمة الإسلامية ولا لأية أمة أخرى في العالم إلى أَنْ يرسل إليها نبي جديد بعد محمد صلى الله عليه وسلم . وقد تولَّى القرآن بنفسه بيان أَنَّ بَعْثَة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ولهداية الناس عامة، قال تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعرَاف: 158] .
الصفحة 2 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد