الأصل الأول: الإيمان
باللَّه عز وجل
****
وهو أساسها وأصلها، وهو يعني الاعتقاد الجازم بأَنَّ
اللَّه رب كل شيء ومليكه، وأنَّه الخالق وحده، المدبر للكون كله، وأنَّه هو الذي
يستحق العبادة وحده لا شريك له، وأَنَّ كل معبود سواه، فهو باطل وعبادته باطلةٌ،
قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ
بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ
وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾[الحَجّ: 62] ،
وأَنَّه سبحانه متصف بصفات الكمال ونعوت الجلال، منزه عن كل نقص وعيب.
وهذا هو التَّوْحِيْد بأنواعه الثلاثة: توحيد الربوبية،
وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
أولاً: توحيد الربوبية:
فأما توحيد الربوبية، فإِنَّه الإقرار بأنَّ اللَّه
وحدَه هو الخالق للعالم، وهو المدبر، المحيي، المميت، وهو الرزَّاق، ذو القوة
المتين.
والإقرار بهذا النوع مركوز في الفِطَر، لا يكاد ينازع
فيه أحدٌ مِنْ الأمم:
كما قال تعالى: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ﴾ [الزّخرُف: 87].
وقال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ﴾[الزّخرُف: 9].
وقال تعالى: ﴿قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ٨٦ سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ﴾[المؤمنون: 86-87].
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد