ففي هذا الحديث أنَّ التشبُّه بالكفار هو الَّذِي حَمَلَ
بني إسرائيل وبعض أصحاب محمد - عليه الصلاة والسلام- أنْ يطلبوا هذا الطلب القبيح،
وهو أَنْ يجعل لهم آلهة يعبدونها ويتبركون بها مِنْ دون اللَّه.
وهذا هو نفس الواقع اليوم، فإِنَّ غالب النَّاس مِنْ
المسلمين قلدوا الكفار في عمل البدع والشركيات، كأعياد الموالد، وإقامة الأيام
والأسابيع لأعمال مخصصة، والاحتفال بالمناسبات الدينية والذكريات، وإقامة التماثيل
والنصب التذكارية، وإقامة المآتم وبدع الجنائز والبناء على القبور... وغير ذلك.
ثالثًا: موقف أهل السُّنَّة والجماعة مِنْ
المبتدعة ومنهجهم في الرد عليهم.
· موقف أهل السُّنَّة والجماعة مِنْ المبتدعة:
ما زال أهل السُّنَّة والجماعة يردون على المبتدعة
وينكرون عليهم بدعهم ويمنعوهم مِنْ مزاولتها، وإليك نماذج مِنْ ذلك:
1- عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْهَا
يَوْمًا أَبُو الدَّرْدَاءِ مُغْضَبًا، فقلت له: مَا لَكَ؟، فقَالَ: «وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ فِيهِمْ شَيْئًا
مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعًا»
([1]).
2- عَنْ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَْشْعَرِيُّ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟، قُلْنَا: لاَ، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ،
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد