ومِنْ الألفاظ التي لا تقال في حق اللَّه تعالى: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ».
فطلب الحاجة مِنْ اللَّه لا يعلق على المشيئة، وإِنَمَّا يُجْزَمُ به.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنَّ رَسُول
اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ
يَقُولَ أَحَدُكُمْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي
إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّهُ لاَ مُكْرِهَ لَهُ» ([1]). ولمسلم: «وَلْيُعَظِّمْ الرَّغْبَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ
لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ» ([2]).
والنهي عن ذلك لأمرين:
الأول: أَنَّ اللَّه سبحانه لا
مُكْرِهَ له على الفعل، وإِنَمَّا هو يفعل ما يريد، بخلاف العبد، فإنَّه قد يفعل
الشيء وهو كاره، ولكن يفعله لخوف أو رجاء مِنْ أَحَدَ، واللَّه ليس كذلك.
الثاني: أَنَّ التعليق على المشيئة
يدل على فتورٍ في الطلب وقِلّةَ رَغْبَةٍ فيه، فإِنْ حصل، وإلا، استغنى عنه، وهذا
يدل على عدم الافتقار إلى اللَّه.
وفي رواية مسلم الأمر بتعظيم الطلب، لأَنَّ اللَّه لا يتعاظمه
شيء أعطاه، أي: لا يكبر عليه سبحانه ولا يعسره، وليس عنده بعظيم، وإِنْ عَظُمَ في
نَفَس المُخلُوقِ، وذلك لكمال فضله وجوده وَسِعَةِ غناه، فهو يعطي العظائم، ولا
يعجزه شيء، ﴿إِنَّمَآ
أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيًۡٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾ [يس: 82].
ومِنْ الألفاظ التي لا تقال في حق اللَّه تعالى: الإقسام على اللَّه إذا كان على جهة الحجر عليه أَنْ لا يفعل الخير.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6339)، ومسلم رقم (2679).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد