وسنتكلم - إنْ شاء اللَّه- عن كرامات الأولياء، لأَنَّ
لها ارتباطًا وثيقًا بآيات الأنبياء، ونبين الفرق بينها وبين خوارق السحرة
والمشعوذين أيضًا، فنقول:
أولياء اللَّه عز وجل هم المؤمنون المتقون، كما قال
اللَّه تعالى: ﴿أَلَآ إِنَّ
أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يُونس: 62-63].
فكل مؤمن تقي، فهو ولي للَّه عز وجل بقدر إيمانه وتقواه،
وقد يظهر اللَّه على يديه مِنْ خوارق العادات، وهي ما يسمى بالكرامات.
فالكرامة خارق للعادة يجريه اللَّه على يد بعض الصالحين
مِنْ أتباع الرسل إكرامًا مِنْ اللَّه له ببركة اتباعه للرسل - صلوات اللَّه
وسلامه عليهم- .
وليس كل ولي تحصل له كرامة، وإِنَمَّا تحصل لبعضهم: إما
لتقوية إيمانه، أو لحاجته، أو لإقامة حجة على خصمه المعارض في الحق.
والأولياء الذين لم تظهر لهم كرامة لا يدل ذلك على
نقصهم، كما أَنَّ الذين وقعت لهم الكرامة لا يدل ذلك على أَنََّّهم أفضل مِنْ
غيرهم.
وكرامات الأولياء حقٌّ بإجماع أئمة الإسلام والسُّنَّة
والجماعة، وقد دل عليها القرآن الكريم والسُّنَّة الصحيحة، وإِنَمَّا ينكرها أهل
البدع مِنْ المعتزلة والجهمية ومَنْ تابعهم، وهذا إنكار لما هو ثابت في القرآن
والسُّنَّة.
ففي القرآن الكريم: قصة أصحاب الكهف، وقصة مريم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد