×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 وفي السُّنَّة الصحيحة، مثل نزول الملائكة كهيئة الظُّلَّة فيها أمثال السرُجِ لاستماع قراءة أُسَيْد بن حُضَير رضي الله عنه ([1])، وسلام الملائكة على عِمْران بن حُصين رضي الله عنه ... ولها أمثلة كثيرة.

ومَن أراد الاطلاع على هذه المسألة، فليراجع كتاب «الفُرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

وقد حصل في موضوع كرامات الأولياء التباسٌ وخلطٌ عظيمٌ بين الناس:

فطائفة أنكروا وقوعها ونفوها بالكلية، وهم الجهمية والمعتزلة ومَنْ تبعهم، فخالفوا النصوص وكابروا الواقع.

وطائفة غلت في إثباتها، وهم العَوَامُّ وعلماء الضلال، فأثبتوا كرامات للفجرة والفساق ومَن ليسوا مِنْ أولياء اللَّه بل مِنْ أولياء الشيطان، واعتمدوا في إثبات ذلك على الحكايات المكذوبة والمنامات والخوارق الشيطانية، فادعوا الكرامات للسحرة والمشعوذين والدجالين مِنْ مشايخ الطرق الصوفية والمخرفين، حتى عبدوهم مِنْ دون اللَّه، أحياء وأمواتا، وبنوا الأضرحة على قبور مَن يزعمون لهم الولاية ممَن حيكت لهم الدعايات العريضة ونسب إليهم التصرف في الكون وقضاء حوائج مَن دعاهم وطلب منهم المدد واستغاث بهم، وسموهم الأقطاب والأغواث بسبب تلك الكرامات المزعومة والحكايات المكذوبة.

فقد اتُّخِذَت دعوى الكرامات ذريعة لعبادة مَن نُسِبَتْ إليه، وربما سموا الشعوذة والتدجيل والسحر كرامة، لأنَّهم لا يفرقون بين الكرامة والأحوال الشيطانية، ولا يفرقون بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2344).