وإلا، فَمَنْ المعلوم أنَّه حتى مَنْ ثبت أنَّه ولي
للَّه بنص مِنْ القرآن أو السُّنَّة، وإِنْ جرى على يده كرامة مِنْ اللَّه، فإنَّه
لا يجوز أَنْ يعبد مِنْ دون اللَّه، ولا أَنْ يتبرك به أو بقبره، لأَنَّ العبادة
حق للَّه وحده.
وهناك فروق بين كرامات الأولياء وخوارق السحرة
والمشعوذين والدجالين:
منها: أنَّ كرامات الأولياء سببها
التقوى والعمل الصالح، وأعمال المشعوذين سببها الكفر والفسوق والفجور.
ومنها: أَنَّ كرامات الأولياء
يستعان بها على البر والتقوى أو على أمور مباحة، وأعمال المشعوذين والدجالين
يستعان بها على أمور محرمة، مِنْ الشَّرك والكُفرِ وقَتْلِ النفوس.
ومنها: أنَّ كرامات الأولياء تقوى
بذكر اللَّه وتوحيده، وخوارق السحرة والمشعوذين تبطل أو تضعف عند ذكر اللَّه وقراءة
القرآن والتوحيد.
فتبين بهذا أَنْ بين كرامات الأولياء وتهريجات المشعوذين
والدجالين فروقا تميز الحق مِنْ الباطل.
وكما ذكرنا، فإِنَّ أولياء اللَّه حقًا لا يستغلون ما يجريه اللَّه على أيديهم مِنْ الكرامات للنصب والاحتيال ولفت أنظار الناس إلى تعظيمهم، وإِنَمَّا تزيدهم تواضعًا ومحبَّة للَّه وإقبالاً على عبادته، بخلاف هؤلاء المشعوذين والدجالين، فإنهم يستغلون هذه الأحوال الشيطانية التي تجري على أيديهم لجلب الناس إلى تعظيمهم والتقرب إليهم وعبادتهم مِنْ دون اللَّه عز وجل ، حتى كون كل واحد منهم له طريقة خاصة وجماعة تسمى باسمه، كالشاذلية، والرفاعية، والنقشبندية... إلى غير ذلك مِنْ الطرق الصوفية.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد