والحاصل: أنَّ الناس انقسموا في
موضوع الكرامات إلى ثلاث أقسام:
قسم غلوا في نفيها حتى أنكروا ما هو ثابت في الكتاب
والسُّنَّة مِنْ الكرامات الصحيحة التي تجري على وفق الحق لأولياء اللَّه المتقين.
وقسم غلوا في إثبات الكرامات حتى
اعتقدوا أَنَّ السحر والشعوذة والدجل مِنْ الكرامات، واستغلوها وسيلة للشرك
والتعلق بأصحابها مِنْ الأحياء والأموات، حتى نشأ عن ذلك الشرك الأكبر بعبادة
القبور وتقديس الأشخاص والغلو فيهم، لما يزعمونه لهم مِنْ الكرامات والخرافات.
والقسم الثالث: وهم أهل السُّنَّة
والجماعة، توسطوا في موضوع الكرامات بين الإفراط والتفريط، فأثبتوا منها ما أثبته
الكتاب والسُّنَّة، ولم يغلوا في أصحابها، ولم يتعلقوا بهم مِنْ دون اللَّه، ولا
يعتقدون فيهم أنَّهم أفضل مِنْ غيرهم، بل هناك مِنْ أولياء اللَّه مَن هو أفضل
منهم، ولم تجر على يديه كرامة، ونفوا ما خالف الكتاب والسُّنَّة مِنْ الدَّجل
والشعوذة والنصب والاحتيال، واعتقدوا أنَّه مِنْ عمل الشيطان، وليس هو مِنْ كرامات
الأولياء.
فللَّه الحمد والمنة على وضوح الحق وافتضاح الباطل، ﴿لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ
عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ
عَلِيمٌ﴾ [الأنفَال: 42] .
***
الصفحة 5 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد