×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 لأنَّه أقبح القبيح وأظلم الظلم، قال تعالى:  ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ [لقمَان: 13]، وذلك لأنَّه تنقص للَّه عز وجل ، ومساواة لغيره به، كما قال تعالى:  ﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ[الأنعَام: 1]، وقال تعالى:  ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ[البَقَرَة: 22]، لأَنَّ الشِّرك مناقض للمقصود بالخلق والأمر مِنْ كل وجه باللَّه عز وجل ، فقد شبَّه المخلوق بالخالق، وأقبح التشبيه تشبيه العاجز الفقير بالذات بالقادر الغني بالذات عن جميع المخلوقات.

وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته مِنْ الشرك، وسَدَّ كل الطرق التي تفضي إليه، فقد بعث اللَّه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وحالة العرب بل وحالة أهل الأرض كلهم إلا بقايا مِنْ أهل الكتاب كانت على أسوأ حالة، كما قال تعالى:  ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ[آل عِمرَان: 164].

لقد كانت الخليقة في هذه الفترة بين وثنيّة حائرة تتخذ آلهتها مِنْ حجارة منحوتة وأصنام منصوبة تعكف عندها وتطوف حولها وتقرب لها الذبائح مِنْ أنفس أموالها بل وحتى أولادها، كما قال اللَّه تعالى:  ﴿وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ قَتۡلَ أَوۡلَٰدِهِمۡ شُرَكَآؤُهُمۡ لِيُرۡدُوهُمۡ وَلِيَلۡبِسُواْ عَلَيۡهِمۡ دِينَهُمۡۖ [الأنعَام: 137].

وفريق آخر أهل الكتاب: إما نصرانية حائرة ضَلَّتْ عن سواء السبيل فجعلت الآلهة ثلاثة، واتخذت مِنْ أحبارها وقديسيها أربابا مِنْ دون اللَّه... وإما يهودية مدمِّرة عاثت في الأرض فسادا، وأشعلت نار الفتن، ونقضت عهد اللَّه وميثاقه، وتلاعبت بنصوص كتبها حتى حرفتها عن مواضعها.


الشرح