والذي عليه أئمة النقل: أنَّ الإسراء كان
مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة بسنة، وقيل بسنة وشهرين، ذكره ابن عبد
البر.
· صفة الإسراء والمعراج المستفادة مِنْ النصوص:
قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره»: «والحق أنَّه عليه
السلام أُسري به يقظةً لا منامًا، مِنْ مكة إلى بيت المقدس، راكبًا البُراق، فلما
انتهى إلى باب المسجد، ربط الدابة عند الباب، ودَخَلَهُ، فصلى في قِبْلَتِهِ
تَحِيَّةَ المسجد ركعتين، ثُمَّ أُتِيَ بالمعراج، وهو كالسُّلَّم ذُو دَرَج يُرقى
فيه، فصعد فيه إلى السماء الدنيا، ثم إلى بقية السماوات السبع، فتلقاه مِنْ كل
سماء مقربوها، وسلم على الأنبياء الذين في السماوات بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى
مَرَّ بموسى الكليم في السادسة، وإبراهيم الخليل في السابعة، ثم جاوز منزلتهما
-صلى الله عليه وسلم وعليهما وعلى سائر الأنبياء- حتى انتهى إلى مستوى يسمع فيه
صريف الأقلام، أي: أقلام القدر بما هو كائن، ورأى سدرة المنتهى، وغشيها مِنْ أمر
اللَّه تعالى عظمة عظيمة مِنْ فراش مِنْ ذهب وألوان متعددة، وغشيتها الملائكة،
ورأى هناك جبريل على صورته، وله ست مائة جناح، ورأى رفرفًا أخضر قد سد الأفق، ورأى
البيت المعمور، وإبراهيم الخليل باني الكعبة الأرضية مسند ظهره إليه، لأنَّه
الكعبة السماوية، يدخله كل يوم سبعون ألفا مِنْ الملائكة، ثُم يتعبدون فيه، ثم لا
يعودون إليه إلى يوم القيامة، ورأى الجنة والنار، وفرض عليه هنالك الصلوات خمسين،
ثُم خففها إلى خمس رحمة منه ولطفًا بعباده، وفي هذا اعتناء عظيم بشرف الصلاة
وعظمتها، ثم هبط إلى بيت المقدس، وهبط معه الأنبياء، فصلى بهم لما حانت الصلاة،
ويحتمل أنَّها الصبح مِنْ يومئذ،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد