×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « وَلَهُ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثُ شَفَاعَات:

أما الشَفَاعَةُ الأوْلى: فيشفع في أهل الموقف حَتَّى يقضى بينهم بعد أَنْ تتراجع الأنبياءُ آدَمُ وَنُوْحٌ وإبراهيمُ وموسى وعيسى بن مريم عن الشفاعة حتى تنتهي إليه.

وأما الشَّفَاعة الثَّانية: فيشفع في أهل الجنة أَنْ يدخلوا الجنة.

وهاتان الشَّفاعتَان خاصَّتان له.

وأما الشَّفَاعَة الثَّالِثَة: فَيَشْفَعُ فيمَنْ اسْتَحَقَّ النَّار، وهذه الشَّفَاعة له ولسائر النَّبِييِّن والصِّدِّيِقْينَ وغيرهم، فيشفع فيمَنْ استحق النَّار أنْ لا يدخلها، ويشفع فيمَنْ دَخَلَها أنْ يخرج منها».

وقال رحمه الله : «وأمَّا شفاعته لأهل الذُّنوب مِنْ أمَّتِه، فَمُتَّفَق عليها بين الصَّحَابة والتَّابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المُسْلمين الأربعة وغيرهم، وأنكرها كثير مِنْ أهل البدع مِنْ الخوارج والمعتزلة والزيدية، وقال هؤلاء: مَنْ يدخل النَّار، لا يخرج منها لا بشفاعة ولا غيرها، وعند هؤلاء ما ثَمَّ إلا مَنْ يَدْخُل الجنَّة فلا يدخل النَّار، ومَنْ يَدْخُل النَّار فلا يدخل الجنة، ولا يجتمع عندهم في الشَّخْص الواحد ثوابٌ وعقابٌ».

إلى أَنْ قال: «واحتجَّ هؤلاء المنكرون للشَفاعة بقوله تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلٞ [البَقَرَة: 48] ، وبقوله: ﴿مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ [البَقَرَة: 254] ، وبقوله:  ﴿مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ [غَافر: 18] ، وبقوله: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المدَّثِّر: 48].


الشرح