قال تعالى ردًّا عليهم: ﴿قَٰلَ
أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ﴾ [الزّخرُف: 24] ، وقال تعالى: ﴿أَوَلَوۡ كَانَ
ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ﴾ [المَائدة: 104] ،
وقال تعالى: ﴿أَوَلَوۡ
كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡٔٗا وَلَايَهۡتَدُونَ﴾ [البَقَرَة: 170].
وإِنَمَّا يكون الاقتداء بالآباء محمودًا إذا كانوا على حق: كما قال تعالى عن يوسف
عليه السلام أنَّه قال: ﴿وَٱتَّبَعۡتُ
مِلَّةَ ءَابَآءِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ مَا كَانَ لَنَآ أَن
نُّشۡرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۚ﴾ [يُوسُف: 38] ، وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ
ذُرِّيَّتَهُمۡ﴾ [الطُّور: 21] .
وشبهة الاحتجاج بما كان عليه الآباء الضالون متغلغلة في
نفوس المشركين، يقابلون بها دعوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: فقوم نوح لما
قال لهم نوح: ﴿يَٰقَوۡمِ
ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٢٣فَقَالَ
ٱلۡمَلَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ
يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيۡكُمۡ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَٰٓئِكَةٗ
مَّا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِيٓ ءَابَآئِنَا ٱلۡأَوَّلِينَ ٢٤﴾[المؤمنون: 23-24] ،
فجعلوا ما عليه آباءهم حُجَّةً يعارضون بها ما جاءهم به نبيهم نوح عليه السلام .
وقوم صالح عليه السلام يقولون له: ﴿أَتَنۡهَىٰنَآ أَن
نَّعۡبُدَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا﴾ [هُود: 62].
وقوم إبراهيم يقولون له: ﴿بَلۡ
وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ﴾ [الشُّعَرَاء: 74].
وفرعون يقول لموسى عليه السلام : ﴿فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ﴾ [طه: 51].
ومشركو العرب يقولون لمحمد صلى الله عليه وسلم لما قال لهم: قولوا: لا إله إلا اللَّه، قالوا: ﴿مَا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِي ٱلۡمِلَّةِ ٱلۡأٓخِرَةِ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا ٱخۡتِلَٰقٌ﴾ [ص: 7] .