ثانيًا: ومِنْ الشُّبَهِ
التي يدلي بها عباد القبور اليوم ظنهم أنَّ مجرد النطق بلا إله إلا اللَّه يكفي
لدخول الجنة، ولو فعل الإنسان ما فعل، فإنَّه لا يكفر وهو يقول: لا إله إلا
اللَّه، متمسِّكين بظواهر الأحاديث التي ورد فيها أَنَّ مَنْ نطق بالشهادتين
حُرِّم على النار.
والجواب عن هذه الشُّبَهِة: أنَّ هذه الأحاديث
ليست على إطلاقها، وإِنَمَّا هي مقيَّدة بأحاديث أخرى جاء فيها أَنَّه لا بد لمَنْ
قال: لا إله إلا اللَّه: أَنْ يعتقد معناها بقلبه ويعمل بمقتضاها فَيَكْفُرَ بما
يعبد مِنْ دون اللَّه، « فَإِنَّ اللَّهَ
قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، يَبْتَغِي
بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ» ([1]).
وإلا، فالمنافقون يقولون: لا إله إلا اللَّه
بألسنتهم، وهم في الدرك الأسفل مِنْ النار، ولم ينفعهم النطق بلا إله إلا اللَّه،
لأنَّهم لا يعتقدون ما دلَّت عليه بقلوبهم.
وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،
وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ، حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ،
وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّه» ([2]).
فَعَلَّقَ النبي صلى الله عليه وسلم حُرَمة المال
والدم على أمرين:
الأول: قول لا إله إلا اللَّه.
والثاني: الكفر بما يعبد مِنْ دون اللَّه، ولم يكتف بمجرد النطق بلا إله إلا اللَّه، فدل على أَنََّّ الذي يقول لا إله إلا اللَّه ولا يترك عبادة الموتى والتعلق بالأضرحة، لا يحرم ماله ولا دمه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (425)، ومسلم رقم (33).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد