ثالثا: ومِنْ الشُّبَههِ التي
يدلون بها أيضًا: دعواهم أَنَّه لا يقع في هذه الأمة المحمدية شِرْكٌ وهم يقولون
لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، وأَنَّ هذا الذي يمارسونه عند الأضرحة مِنْ
عبادة الموتى ودعائهم مِنْ دون اللَّه لا يسمى شركا عندهم.
والجواب عن هذه الشُّبَهة: أَنَّ النبي صلى
الله عليه وسلم أخبر أنَّه سيكون في هذه الأمة مشابهة لليهود والنصارى فيما هم
عليه ([1]) ومِنْ جملة ذلكم
اتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا مِنْ دون اللَّه، وأخبر صلى الله عليه وسلم
أنَّها لا تقوم الساعة حتى يلحق حي مِنْ أُمَّتِهِ بالمشركين، وحتى تُعْبُد فئات
مِنْ أمته الأوثان ([2]) وقد حدث في هذه
الأمة مِنْ الشرك والمبادئ الهدَّامة والنِّحل الضالة ما خرج به كثير مِنْ الناس
عن دين الإسلام، وهم يقولون لا إله إلا اللَّه ([3]).
رابعًا: ومِنْ الشُّبَهِ التي
تعلقوا بها قضية الشفاعة، حيث يقولون: نحن لا نريد مِنْ الأولياء والصالحين قضاء
الحاجات مِنْ دون اللَّه، ولكن نريد منهم أنْ يشفعوا لنا عند اللَّه، لأنَّهم أهل
صلاح ومكانة عند اللَّه، فنحن نريد بجاههم وشفاعتهم.
والجواب: أَنَّ هذا هو عين ما قاله المشركون مِنْ قَبْلُ في تبرير ما هم عليه، وقد كفرهم اللَّه وسماهم مشركين، كما في قوله تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يُونس: 18] .
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7320)، ومسلم رقم (2669).
الصفحة 4 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد