قال ابن القَيِّم: «قال
غير واحد مِنْ السلف: لما ماتوا، عكفوا على قبورهم، ثم صوَّروا تماثيلهم، ثم طال
عليهم الأمد، فعبدوهم».
ومِنْ هذا الأثر الذي رواه البخاري عن ابن عباس في غلو
قوم نوح في الصالحين وتصويرهم إياهم والاحتفاظ بصورهم ونصبها على المجالس منه ندرك
خطورة التصوير وخطورة تعليق الصور على الجدران وخطورة نصب التماثيل في الميادين
والشوارع، وأَنَّ ذلك يئول بالناس إلى الشرك، بحيث يتطَّور تعظيم تلك الصور
والتماثيل المنصوبة، فيؤدي ذلك إلى عبادتها، كما حدث في قوم نوح.
ولهذا جاء الإسلام بتحريم التصوير ولعن المصورين وتوعدهم
بأشد الوعيد، وأنَّهم أشد الناس عذابا يوم القيامة، سدا لذريعة الشرك، وابتعادا عن
مضاهاة خلق اللَّه عز وجل .
ونُدْرِك مِنْ هذه القصة مدى حرص الشيطان لعنه اللَّه
على إغواء بني آدم، ومكره بهم، وأنَّه قد يأتيهم مِنْ ناحية استغلال العواطف ودعوى
الترغيب في الخير، فإنَّه لما رأى في قوم نوح ولوعهم بالصالحين ومحبتهم لهم، دعاهم
إلى الغلو في هذه المحبَّة، بحيث أمرهم بنصب الصور التذكارية لهم، وهدفه مِنْ ذلك
التدرج بهم في إخراجهم مِنْ الحق إلى الضلال، ولم يقصر نظره على الحاضرين، بل
امتدَّ إلى أجيالهم اللاحقة الذين قلَّ فيهم العلم وفشا فيهم الجهل، فزيَّن لهم
عبادة هذه الصور، وأوقعهم في الشِّرك الأكبر، وكابروا نبيهم بقولهم: ﴿لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ﴾ [نُوح: 23].
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : «وقد تلاعب الشيطان بالمشركين في عبادة الأصنام بكلِّ قومٍ على قدر عُقولهم: فطائفةٌ دعاهم إلى عبادتها مِنْ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد