×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 جهة تعظيم الموتى الذين صُوروا، كما في قوم نوح، وهذا السَّبَبُ هو الغالب على عوام المُشْركين. وأمَّا خَواصُّهُم، فاتخذوا الأصْنَام على صُور الكواكب المؤثرة في العالم بزعمهم، وجعلوا لهم بُيوتًا وَسَدَنَةً وحُجَّابًا وقُربانًا، ولم يزل هذا في الدُّنْيَا قديمًا وحديثًا، وأصلُ هذا المذهب مِنْ مُشركي الصَّابئة، وهُمْ قوم إبراهيم عليه السلام ، الذين ناظرهم في بطلان الشرك، وكَسَرَ حُجتهم بعلمه وآلهتهم بيده، فطلبوا تحريقه. وطائفة أخرى اتخذت للقمر صنما، وزَعَمُوا أَنَّهُ يَسْتَحِقُ العبادة، وإليه تدبير هذا العالم السفلي. وطائفة تعبد النار، وهم المجوس. وطائفة تعبد الماء. وطائفة تعبد الحيوانات، فطائفة عبدت الخيل، وطائفة عبدت البقر. وطائفة عبدت البشر الأحياء والأموات. وطائفة تعبد الجن. وطائفة تعبد الشجر. وطائفة تعبد الملائكة». انتهى كلام ابن القيم رحمه الله .

وبه تَعْرف معنى قوله تعالى: ﴿وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ [الحَجّ: 31].

وقوله تعالى:  ﴿يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ ءَأَرۡبَابٞ مُّتَفَرِّقُونَ خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ ٣٩مَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ أَسۡمَآءٗ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٍۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٤٠[يُوسُف: 39-40]. وقوله تعالى: ﴿ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا رَّجُلٗا فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَٰكِسُونَ وَرَجُلٗا سَلَمٗا لِّرَجُلٍ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ [الزُّمَر: 29] .

هؤلاء المشركون لما تركوا عبادة اللَّه وحده لا شريك له - وهي التي خُلِقُوا مِنْ أجلها وبها سعادتهم- ، ابتلوا بعبادة الشياطين، وتفرقت بهم الأهواء والشهوات.


الشرح