وذلك عندما يقع الإنسان في مكروه أو تصيبه مصيبة، فإنَّه
لا يقول:(لو) أني فعلت كذا، ما حصل علي هذا، أو: لو أني لم أفعل، لم يحصل كذا، لما
في ذلك مِنْ الإشعار بعدم الصبر على ما فات مما لا يمكن استدراكه، ولما يُشِعر به
اللفظ مِنْ عدم الإيمان بالقضاء والقدر، ولما في ذلك مِنْ إيلام النفس وتسليط
الشيطان على الإنسان بالوساوس والهموم.
والواجب بعد نزول المصائب التسليم للقدر، والصبر على ما
أصاب الإنسان، مع عمل الأسباب الجالبة للخير والواقية مِنْ الشَّرَّ والمكروه بدون
تلوُّم.
وقد ذمَّ اللَّه الذين قالوا هذه الكلمة عند المصيبة
التي حَلَّتْ بالمسلمين في وقعة أُحد، فقال تعالى: ﴿يَقُولُونَ
لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ﴾ [آل عِمرَان: 154]
: هذه مقالةٌ قالها بعض المنافقين يوم أحد لما حصل على المسلمين ما حصل مِنْ
المصيبة، قالوها يعارضون القدر، ويعْتِبُون على النبي صلى الله عليه وسلم
والمسلمين خروجهم إلى العدو، فرد اللَّه عليهم بقوله تعالى: ﴿قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي
بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ
مَضَاجِعِهِمۡۖ﴾ [آل عِمرَان: 154] ، أي: هذا قَدَرٌ مُقَدَّرٌ مِنْ
اللَّه لابد أَنْ يَقَعَ، ولا يَمْنَعُ منه التحرُّز في البيوت والتلهف.
وقول (لو) بعد نزول المصيبة لا يفيد إلا التَّحَسُّر والحزن وإيلام النفس والضعف مع تأثيره على العقيدة مِنْ حيث إنَّه يوحي بعدم التسليم للقدر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد