ومِنْ أدلة المرتبة الثالثة: قوله تعالى: ﴿وَمَا
تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [التّكوير: 29] وقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا
يُرِيدُ﴾ [الحَجّ: 14] .
مِنْ أدلة المرتبة الرابعة: قوله تعالى: ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ
شَيۡءٖۖ﴾ [الزُّمَر: 62]
وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلۡخَلَّٰقُ
ٱلۡعَلِيمُ﴾ [يس: 81] .
والتقدير نوعان:
1- تقديرٌ عامٌ شامل لكلِّ كائنٍ، وهو المكتوب في
اللَّوح المحفوظ، فقد كتب اللَّه فيه مقادير كل شيء إلى أَنْ تقوم الساعة، كما في
الحديث الَّذِي رواه أبوداود في سننه عُبَادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سَمْعتُ
رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ
أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا
أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»
([1]).
وهذا التقدير يَعُمُّ جميع المخلوقات.
2-
وتقدير مفصِّل للتقدير
العام، وهو أنواع:
النوع الأول: التَّقدير العُمْرِيُّ، كما
في حديث ابن مسعود في شأَن ما يُكْتَبُ على الجنين وهو في بطن أمِّه مِنْ كتابة
أجله ورزقه وعمله وشقاوته أو سعادته ([2]).
النوع الثَّاني: التَّقدير الحَوْلي، وهو ما
يُقَدَّرُ في ليلة القدر مِنْ وقائع العام، كما قال تعالى: ﴿فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ
أَمۡرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدّخان: 4] .
النوع الثالث: التقدير اليومي، وهو ما يُقَدَّرُ مِنْ حوادث اليوم مِنْ حياةٍ وموتٍ وعزٍ وذلٍ... إلى غير ذلك، كما في قوله تعالى: ﴿كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ﴾ [الرَّحمن: 29] .
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد