وعدل عن البيان وعن التصريح بالحق إلى ما يوهم،
بل يوقع في الباطل المحال والاعتقاد الفاسد، فقد ظن بحكمته ورحمته ظن السوء.
ومَنْ ظن أنَّه هو وسلفه
عبروا عن الحق بصريحه دون اللَّه ورسوله، وأَنَّ الهدى والحق في كلامهم وعباراتهم،
وأما كلام اللَّه، فإِنَمَّا يؤخذ مِنْ ظاهره التشبيه والتمثيل والضلال، وظاهر
كلام المتهوكين والحيارى هو الحق والهدى، فهذا مِنْ أسوء الظن باللَّه...».
إلى أَنْ قال: «ومَن ظن أنَّه لا سمع له ولا بصر ولا علم
ولا إرادة ولا كلام إلا كلام يقوم به، وأنَّه لا يُكلم أحدا مِنْ الخلق ولا يتكلم
أبدا، ولا يقول، ولا له أمر ولا نهي يقوم به، فقد ظن به ظن السوء.
ومِنْ ظن أنَّه ليس فوق سماواته على عرشه بائن مِنْ
خلقه، وأَنَّ نسبة ذاته إلى عرشه كنسبتها إلى أسفل سافلين، فقد ظن به أقبح الظن
وأسوأه...». انتهى كلامه رحمه الله .
وهو يعني به أولئك الذين نفوا ما أثبته اللَّه لنفسه
مِنْ صفات الكمال مِنْ الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، ومعلوم أن مِنْ نفى عَن
اللَّه صفات الكمال، فقد أثبت له أضدادها مِنْ صفات النقص، تعالى اللَّه عما يقول
الظالمون علوا كبيرًا.
ثم يلزم مِنْ هذا أَنْ يكون هؤلاء الضلال أعلم باللَّه وما يستحقه مِنْ اللَّه، لأنَّهم نفوا عنه ما أثبته لنفسه، وزعموا أنَّه لا يليق به، وأي ضلال أعظم مِنْ هذا؟، وأي جرأة على اللَّه أعظم مِنْ هذه الجرأة؟، ويلزم مِنْ ذلك أيضًا أَنْ يكونوا أعلم باللَّه مِنْ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، لأَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أثبت للَّه هذه الصفات، وهم نفوها وقالوا: إنَّهَا لا تليق باللَّه،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد