وأي ضلال أعظم مِنْ هذا
الضلال لو كانوا يعقلون؟ كيف يكون هؤلاء الجهال الضلال أعلم باللَّه مِنْ نفسه
تعالى اللَّه عما يقولون، واللَّه تعالى يقول: ﴿يَعۡلَمُ
مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا﴾ [طه: 110] ، ولا
أحد مِنْ الخلق أعلم باللَّه وما يستحقه وما يليق به مِنْ رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم ؟
إِنْ الذي حمل الجهمية وأتباعهم على نفي صفات اللَّه عز
وجل هو جهلهم باللَّه وسوء أفهامهم، حيث ظنوا أنَّه يلزم مِنْ إثبات هذه الصفات
التي أثبتها اللَّه لنفسه وأثبتها له رسوله يلزم منها التشبيه، لأنَّهم يرون هذه الصفات
في المخلوقين، ولا يفرقون بين صفات الخالق وصفات المخلوق، ولم يفهموا مِنْ صفات
الخالق إلا ما فهموا مِنْ صفات المخلوقين، ولم يعلموا أَنَّ صفات الخالق سبحانه
تخصه وتليق به وصفات المخلوقين تخصهم وتليق بهم، ولا تشابه بين صفات الخالق وصفات
المخلوق، كما أنَّه لا تشابه بين ذات الخالق وذوات المخلوقين، كما قال اللَّه
تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ
شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشّورى: 11] فأثبت لنفسه
السمع والبصر، ونفى عنه مشابهة الأشياء، فدل ذلك على أَنَّ إثبات الصفات لا يلزم
منه المشابهة بين الخالق والمخلوق.
وهذا هو الأصل الذي سار عليه أهل السُّنَّة والجماعة في إثبات أسماء اللَّه وصفاته، أثبتوا له ما أثبته لنفسه بلا تمثيل، ونزهوه عما نزه نفسه عنه بلا تعطيل.
الصفحة 4 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد