×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

أي: تخاطبهم مخاطبة، ورجح ابن جرير تخاطبهم، تقول لهم: ﴿أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ [النَّمل: 82] ، وحكاه عن علي وعطاء». قال ابن كثير: «في هذا نظر».

ثم قال: «وعن ابن عباس: «تُكَلُّمُهُمْ»: تجرحهم، بمعنى: تكتب على جبين الكافر كافر، وعلى جبين المؤمن مؤمن، وعنه: تخاطبهم وتجرحهم، وهذا القول ينتظم المذهبين، وهو قوي حسن جامع لهما. واللَّه أعلم».

وقال أيضًا: «هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس، وتركهم أوامر اللَّه، وتبديلهم الدين الحق، يخرج اللَّه لقرطبيهم دابة مِنْ الأرض، قيل: مِنْ مكة، وقيل: مِنْ غيرها، فتكلم الناس».

وقال القرطبي: «قوله تعالى: ﴿وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِمۡ [النَّمل: 82]: اختلف في معنى ﴿وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ [النَّمل: 82]  وفي الدابة، فقيل: معنى﴿وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِمۡ [النَّمل: 82] : وجب الغضب عليهم، قاله قتادة. وقال مجاهد: «أي: حق القول عليهم بأنَّهم لا يؤمنون». وقال ابن عمر وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما : «إذا لم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وجب السخط عليهم». وقال عبد اللَّه بن مسعود: «وَقْعُ القول يكون بموت العلماء وذهاب العلم ورفع القرآن». قال عبد اللَّه: «أكثروا تلاوة القرآن قبل أَنْ يُرفَع. قالوا: هذه المصاحف تُرْفع، فكيف بما في صدور الرجال؟، قال: يُسرى عليه ليلاً، فيصبحون منه قَفْرًا، وينسون لا إله إلا اللَّه، ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم، وذلك حين يقع القول عليهم». ثم ذَكَر أقوالاً أخرى في معنى: ﴿وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِمۡ [النَّمل: 82]، ثم قال: «قلت: وجميع الأقوال عند التأمل ترجع إلى معنى واحد،


الشرح