×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 إذا خلط وموّه، ودجَّال على وزن فعَّال مِنْ أبنية المبالغة، أيْ: يكثر منه الكذب والتلبيس، وهو يخرج في زمان المهدي.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : «ثم يؤذن له -أَي: الدَّجَالُُ- في الخروج في آخر الزمان، يظهر أولاً في صورة ملك مِنْ الملوك الجبابرة، ثم يدعي النبوَّة، ثم يدَّعي الربوبية، فَيَتْبعهُ على ذَلِكَ الجهلة مِنْ بني آدم والطغَّام مِنْ الرعاع والعوام، ويخالفه ويرد عليه مِنْ هداه اللَّه مِنْ الصالحين وحزب اللَّه المتقين، ويتدنى فيأخذ البلاد بلدًا بلدًا وحصنًا حصنًا وإقليمًا إقليمًا وكورةً كورةً، ولا يبقى بلدٌ مِنْ البلدان إلا وطئه بخيله ورجله، غير مكة والمدينة. ومدة مقامه في الأرض أربعون يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيام الناس هذه، ومعدل ذلك سنة وشهران ونصف.

وقد خلق اللَّه على يديه خوارق كثيرة يضل بها مَنْ يشاء مِنْ خلقه، ويُثبت معها المؤمنون فيزدادون إيمانًا مع إيمانهم وهدى إلى هداهم.

ويكون نزول عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام- مسيح الهدى في أيَّام مسيح الضلالة، فيجتمع عليه المؤمنون، ويلتفُّ معه عبَّاد اللَّه المتَّقون، فيسير بهم المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام قاصدًا نحو الدجال وقد توجه نحو بيت المقدس، فينهزم منه الدجال، فيلحقه عند باب مدينة لد، فيقتله بحربته وهو داخل إليها، ويقول له: إنَّ لي فيك ضربة لن تفوتني، وإذا واجهه الدجال، ينداع كما ينحل الملح في الماء، فيتداركه، فيقتله بالحربة الحريبة بباب لد، فتكون وفاته هناك لعنه اللَّه، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحاح مِنْ غير وجه». انتهى كلام ابن كثير رحمه الله في تلخيص قصة الدجال حسبما ورد في النصوص الصحيحة، وهو تلخيص جيد مفيد.


الشرح