والذي تدل عليه النصوص مِنْ أمر الدجال أيضًا وفتنته:
أنَّ مِنْ استجاب له، يأمر السماء فتَمْطِر، والأرض فَتُنْبِت لهم زرعًا تأكل منه
أنعامهم وأنفسهم، وترجع لهم مواشيهم سمانًا ذات لبنٍ، ومَنْ لا يستجيب له ويرد
عليه أمره، تصيبهم السُّنَّة والجدب والقحط والقِلَّة وموت الأنعام ونقص الأموال
والأنفس والثمرات، وأنَّه تتبعه كنوز الأرض كيعاسيب النحل، وأنَّه يقتل شابًا ثم
يحييه.
كل ذلك امتحان يمتحن اللَّه به عباده في آخر الزمان،
فيضل به كثيرًا.
وهو مع هذا هين على اللَّه، ناقص ظاهر النقص والفجور
والظلم، وإِنْ كان معه ما معه مِنْ الخوارق، مكتوب بين عينيه كافر، وما يجريه على
يديه محنة مِنْ اللَّه لعباده، وهي محنة خطيرة، لا ينجو منها إلا أهل الإيمان
واليقين.
ولخطورة محنته وشدَّة فتنته حذَّرت منه الأنبياء أممها،
وأشدهم تحذيرًا لأمته محمد صلى الله عليه وسلم . عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله
عنه ، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:«أِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ
الدَّجَّالَ قَوْمَهُ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ» ([1]).
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالاستعاذة مِنْ فتنته في آخر كل صلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : «إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ التَّشَهُّدِ الآْخِرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» ([2]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2944).
الصفحة 3 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد