قال الإمام ابن القيِّم
رحمه الله في معنى الآية: «أي: كما أنَّ اللَّه واحدٌ لا إله سِوَاهُ، فكذلك ينبغي
أَنْ تكون العبادة له وحده لا شريك له، فكما تفرد بالإلهية يجب أَنْ يفرد
بالعبودية، فالعمل الصالح هو الخالصُ مِنْ الرياء المقُيد بالسُّنَّة..». انتهى.
وقد توعَّد اللَّه المُرائين بالويل، فقال تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ٱلَّذِينَ
هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ ٦وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ
٧﴾[المَاعون: 4-7]. وأخبر أَنَّ الرياء مِنْ صفات
المنافقين، فقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ
يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ
قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ﴾ [النِّسَاء: 142].
وعن أبي هريرة مرفوعًا، قال: قال اللَّه تعالى: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ،
مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» ([1])، أي: مِنْ قصد
بعمله غيري مِنْ المخلوقين، تركته وشركه. «فَأَنَا
مِنْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ» ([2]).
قال ابن رجب رحمه الله : «اعلم أَنَّ العمل لغير اللَّه أقسام: فتارةٌ يكون رياءً محضًا، كحال المنافقين، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ﴾ [النِّسَاء: 142] ، وهذا الرِّياء المحض لا يكاد يصدر مِنْ مؤمنٍ في فرض الصلاة والصيام، وقد يَصْدُر في الصدقة أو الحج الواجب أو غيرهما مِنْ الأعمال الظَّاهرة أو التي يتعدَّى نفعها، فإِنَّ الإخلاص فيها عزيز، وهذا العمل لا يَشكُّ مُسلم أنَّه حابط، وأَنَّ صاحبه يستحق المقت مِنْ اللَّه والعقوبة.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2985).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد