وتارة يكون العمل للَّه ويشاركه الرَّياء: فإنْ شاركه
مِنْ أصله، فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه. وأما إِنْ كان العمل للَّه، وطرأ عليه
نِيَّة الرَّياء، فإِنْ كان خاطرًا ثُمَّ دفعه، فلا يَضُره بغير خلافٍ، وإِنْ
استرسل مَعَهُ، فهل يحبط عمله أو لا فيجازى على أصل نيته، في ذَلِكَ اختلاف بين
العلماء مِنْ السلف قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير، ورجَّحَا أَنَّ عمله لا
يَبْطُلُ بذلك، وأنَّه يجازى بنيته الأولى، وهو مَرْوَِيٌّ عن الحسن وغيره». أ.
هـ.
فتحفَّظُوا على أعمالكم مِنْ الشرك أعظم مما تتحفظون على
أَنَّفسكم مِنْ أعدائكم وأعظم مما تتحفظون على أموالكم مِنْ السرَّاق، فإِنَّ خطر
الشرك عظيم.
نسأل اللَّه لنا ولكم السلامة والإخلاص في القول والعمل.
ب - إرادة الإنسان بعمله الدنيا:
إرادة الإنسان بعمله الدنيا نوع مِنْ أنواع الشرك في
النية والقصد قد حذَّر اللَّه منه في كتابه وحذَّر منه رسوله في سُنَّتِهِ، وهو
أَنْ يريد الإنسان بالعمل الذي يبتغى به وجه اللَّه طمعًا مِنْ مطامع الدنيا، وهذا
شرك ينافي كمال التَّوْحِيْد ويُحْبِطُ العمل.
قال اللَّه تبارك وتعالى : ﴿مَن كَانَ
يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا
وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ ١٥أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ
إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ
١٦﴾[هُود: 15-16].
ومعنى الآيتين الكريمتين: أَنَّ اللَّه سبحانه يخبر أَنَّ مِنْ قصد بعمله الحصول على مطامع الدنيا فقط، فإِنَّ اللَّه يوفر له ثواب عمله في الدنيا بالصحة والسرور وبالمال والأهل والولد، وهذا مقيد بالمشيئة،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد